قصیده اوصاف امام علی (ع)

قصیده اوصاف امام علی (ع)

1. الصبر إِلّا في فراقك يجمل
والصعب إِلّا عن ملالك يسهل

2. يا ظالما حكَّمته في مهجتي
حتام في شرع الهوى لا تعدل

3. أنفَقت عمري في هواك تكرماً
وتضنّ بالنَّزر القليل وتَبخل 

4. إن تَرمِ قلبي تَصم نُفسكَ إِنّهُ
لَكَ موطِن تَأوي إليه ومنزل

5. أَتظنُّ أَنّي بالإِسآءة مُقلع
كيف الدّواء وقد أصيب المقتل

6. أَعرض وصُدَّ وجر فحبّك ثابت
بتنقّل الاحوَال لا يتنقَّلُ

7. والله لا أسلوك حتى أنطوي
تحت التراب وتحتويني الجندل

8. تَتبدَّلُ الدُّنيا وحُبُّك ثابتٌ
في القلب لا يفنى ولا يَتبدَّل

9. مَن لي بأهيف قد أقام قيامتي
خَدٌّ له قانٍ وطَرف أكحل

10. نشوَانَ من خمر الصبا لا يسمع
الشكوى ويصغي للوشاة فيقبل

11. متلوّن متغيّر متعتّبٌ
متعنّت متمنّع متدلّل

12. إِن قلتُ متُّ من الصبابد قال لي
ظلماً وأيّ صبابة لا تقتل

13. أو قلتُ قد طَال العذاب يقول لي
ما سوف تلقى من عذابك أطول

14. قسماً بترب نعاله فمحا جري
أبداً بغير غباره لا تكحل

15. وصعيدُ بيتٍ حلّه فركائبي
تَسعى به دونَ البيوت وترمل

16. لأخالفنَّ عواذلي لو أنّه
ممّا يظلّ على هواه ويَعدِل

17. ولأهتكنَّ على الهوى ستر الحيا
إِنّ الفضيحة في المحبّة اجمل

18. يصفرّ وجهي حين أَنظر وجههُ
خَوفاً فيدركه الحياء فيخجل

19. فَكأنّما بخدوده من حمرة
ظلّت إِليها من دمي تتحوّل

20. هو ملبسي حلل الضنا ومعلّمي
من زلّتي ما كنت منها أجهل

21. لولاه لم أرِدِ الحياة ولم أقل
طلب الثرآء من القناعة أجمل

22. مِن أجله أخشى المماتَ وأتّقي
ولأَجله أرجُو الغِنى وأؤمِّل

23. أستعذب التعذيب فيه كأَنّما
جرع الحميم هي البرود السلسل

24. لا فَرَّجَ الرحمن كربة عاشق
طلب السلوَّ وخاب فيما يسأل

25. لا تُنكِروا فَيضَ الدموع فإِنّها
نفسي يُصَعِّدُها الغرام المشعل

26. هي مهجتي طوراً تحلّل بالبكا
أسفاً وطوراً بالزَّفير تحلّل

27. يا كرخُ جاد عليك مدرارُ الحيا
وسقى ثراك من الرَّواعد مُسبلُ

28. إِن كان جسمي عنك أصبح راحلاً
كرهاً فقلبي قاطنٌ لا يرحلُ

29. ما رُمتُ بعدك بالمدائن صبوةً
إِلّا ثنى الثاني هواك الأوّلُ

30. أنا عَاذر إِن طُلَّ بعد طلاك لي
حُبّ دمٌ أو غازَلتنى المغزلُ

31. يا راكباً تهوي به شدنِيّةٌ
حرفٌ كما تهوي حصاة من علُ

32. هَوجاء تَقطَعُ جَوزَ تيّار الفلا
حتى تبوص على يديها الأرجُل

33. عُج بالغريّ على ضريح حوله
ناد لأملاك السماء ومحفل

34. فَمُسَبِّحٌ ومُقَدِّسٌ ومُمَجِّدٌ
ومُعَظِّمٌ ومُكَبِّرٌ ومُهَلِّل

35. والثم ثراه المسكَ طيباً واستلم
عيدانه قبلاً فهنّ المندَل

36. وانظر إلى الدَّعوات تسعد عندهُ
وجنود وحي الله كيف تنزَّلُ

37. والنور يلمعُ والنواظر شُخَّصٌ
واللسن خرس والبصائر ذُهَّل

38. واغضض وغُضَّ فَثَمّ سِرُّ أعجمٌ
دقَّت معانيهِ وأمرٌ مشكل

39. وقلِ السّلام عليك يا مولى الورى
نصّاً به نطق الكتابُ المنزلُ

40. وَخِلافَةً ما إِن لها لو لم تكن
منصوصة عن جيد مجدك معدل

41. عجباً لقوم أخّروك وكعبك 
العالي وخدُّ سواك أضرَعُ أسفل

42. إِن تمس محسوداً فسوددك الذي
أعطيت محسود المحلّ مبجَّلُ

43. عضبٌ تخرُّ به الرقاب يمدّه
رأيٌ بعزمته يخرُّ المفصل

44. وعلومُ غيبٍ لا تنال وحكمةٌ
فصل وحكم في القضيّة فيصلُ

45. عَجَباً لهذي الأرض يضمر تُربها
أطوادُ مجدك كيفَ لا تتزلزلُ

46. عَجَباً لاملاك السماء يفوتها
نظراً لوجهكَ كيف لا تتهيلُ

47. يا أَيّها النبأ العظيم فمهتدٍ
في حبّه وغواة قوم ضلَّل

48. يا أَيّها النار التي شبّ السنا
منها لموسى والظلام مجلِّل

49. يا فلكَ نوحٍ حيث كلّ بسيطة
بحر يمور وكلّ بحرٍ جدولُ

50. يا وارثَ التوراةِ والانجيل والفرقان
و الحكم التي لا تعقلُ

51. لولاك ما خلقَ الزمانُ ولا دجى
غِب ابتلاج الفجر ليلٌ أليلُ

52. يا قاتِلَ الأَبطال مجدك للعدى
من غرب مخذمك المهنَّد أقتل

53. بذباب سيفك قَرّ قارعُ طَوده
بعد التأوّد واستقام الأَميل

54. إِن كان ديُ محمّدٍ فيه الهدى
حَقّاً فحبّكَ بابُهُ والمَدخلُ

55. لولاك أصبح ثلمة لا تُتقى
أطرافها ونقيصةٌ لا تكمل

56. كَم جَحفَلٍ لِلجزءِ من أجزَائِه
يومَ النزالِ يقلُّ قولكَ جحفل

57. أثوابُه الزردُ المضاعفُ نَسجه
لكنّهُ بالزّاغبيّة مخمل

58. يحيي المنيّةَ منهُ طعنٌ أنجلُ
برحٌ محاجرهُ وضرب أهذلُ

59. نَهنهت سُورَتهُ بِقلب قلَّبٍ
ثبتٍ يُحالفه صقيلٌ مصقلُ

60. صلّى عليكَ اللهُ من متسربلٍ
قمصاً بهنّ سواكَ لا يَتَسَربل

61. وجزاكَ خيراً عن نَبيّكَ أنّهُ
ألفاكَ ناصرَه الذي لا يُخذلُ

62. سمعاً أميرالمؤمنينَ قَصائداً
يَعنو لها بِشرٌ ويخضعُ جرول

63. الدُّرُّ من ألفاظِها لكنّهُ
دُرّ له إِبنُ الحديد يفصِّلُ

64. هي دونَ مدح الله فيكَ و فوق ما
مدح الورى وعلاكَ منها أكمل

3 و 4 ـ ضننت بالشئ اضنه ضنا وضنانة بخلت به تكتب بالضاد والنزر القليل وكرره لاختلاف اللفظين تأكيدا وتصم تقتل وهو مجزوم بحذف الياء لكونه جوابا للشرط صمى الصيد إذا رماه فقتله في الحال واصماه إذا أصابه ومات بحيث لا يراه.
5 ـ المقلع الراجع يقول اني لست ارجع عنك وان اسأت إلى الآن الرجوع دواء وانا هالك لا دواء لي.
7 ـ انطوى أي انضم. والجندل الحجارة وهذا القول معانيه وألفاظه واضحة.
9 ـ قوله اقام قيامتي أي أوقعني في أمر عظيم ويكني بقيام القيامة عن الامر الشديد لانها تأتي بالامر الشديد. والقاني الاحمر.
ص 149
10 ـ استعار للصبا لفظ الخمر لان الصبا لا يحمل الهموم ولا يفكر في العواقب غالبا ويصغي يميل سمعه ، والنشوان السكران ، والوشاة جمع واش وهو النمام.
15 ـ الصعيد التراب والركائب جمع ركوبة وهي ما يركب جعل بيت محبوبه هو الذي يسعى به ويرمل دون الصفا والمروة وهذا على طريق المبالغة والرمل السرعة في المشي وهو الهرولة بين الصفا والمروة.
16 ـ أي لا خالفن كل من يعذلني فيه ولو كان هو الذي يعذلني على نفسه لخالفته وهو أعز الناس علي فكيف أطيع غيره.
18 و 19 ـ الحمرة تحدث من الحياء والصفرة من الخوف فقال اني إذا قابلت وجه المحبوب اصفر وجهي من الخوف واحمر وجهه من الحياء خجلا مني فكأن دمي الذي ذهب من وجهي بالخوف انتقل إلى وجهه بالخجل وهذا المعنى من أملح المعاني.
21 ـ الثراء كثرة المال رجل ثروان وامرأة ثروى وتصغيرها ثري وثريا.
23 ـ الحميم الماء الحار والحميم الصديق القريب والبرود الكثير البرودة والسلسل العذب الصافي وحاصل المعنى إن كان ما يصدر عن المحبوب فهو مستحسن مستطاب.
25 و 26 ـ يصعدها أي يرفعها وتحلل أصله تتحلل فحذف إحدى التائين تخفيفا يقول ان حرارة الغرام تذيب نفسه فيتحلل فيخرج تارة بالدمع وتارة بالنفس وهذا أحسن من قول الآخر :
وليس الذي يجري من العين ماؤها
ولكنها نفس تذوب وتقطر
27 ـ التفت إلى مخاطبة الكرخ وهو المحلة المعروفة بغربي بغداد متذكرا عهدها بأن يجودها الحياء وهو الغيث المدرار السائل والحياء مقصورا المطر. والرواعد جمع رعد وهو السحاب الذي فيه رعد. والمسبل اسم فاعل أسبل السحاب إذا سكب.
28 و 29 ـ القاطن المقيم وقد جعل الكرخ هو الهوى الاول والمدائن وهي أصله القديم وقد جعلها الثاني وذلك لانه نشأ بالكرخ
30 ـ طل الدم فعل ما لم يسم فاعله ذهب بغير ثار. والطلى ولد الظبية وكنى به عن محبوبه. والمغازلة محادثة النسوان أو مراودتهن والمغزل أو الغزال وهو الخشف وكنى به عن المرأة المستحسنة.
31 ـ تهوي تسرع في سيرها كأنها تسقط من مرتفع. والشدنية منسوبة إلى موضع باليمن. والحرف قيل هي الناقة الضامر تشبيها لها بحرف السيف وقيل هي الضخمة تشبيها لها بحرف الجبل ، وقوله من عل أي عال شبه الناقة من سرعتها بالحصاة التي تسقط من موضع مرتفع ويقال هوى يهوي هويا إذا سقط وفيه ثلاث لغات عل وعل وعل ويقال لقطعها من عل بضم اللام وفتحها وكسرها.
32 ـ الهوجاء السريعة. والجوز الوسط. والتيار جمع موج البحر وهو هنا مستعار تشبيها للبر بالبحر لسعتها وشدتها. والفلا جمع الفلاة وهي البرية. وتبوص تسبق والبوص السبق أي تسبق رجلاها يديها وذلك لشدة سيرها وخفتها.
33 ـ النادي والندي والمنتدى واحد وهو مجلس القوم والمحفل مجمعهم جعله أمير المؤمنين عليه‌السلام مجمع الملائكة ومحل اجتماعهم وهو صادق بار.
34 ـ ذكر صفة حال الملائكة الحالين بضريح أمير المؤمنين عليه‌السلام أي أن شأنهم هذا.
35 ـ للثم التقبيل والاستلام لثم الحجر باليد وتقبيله أيضا وهو من السلم وهي الحجارة وقبلا جمع قبلة وهي الواحدة من التقبيل ونصبها على المصدر اما من معنى استلم أو بفعل مقدر أي قبلها قبلا ، والمندل عود البخور والمسموع المندلي لانه منسوب إلى المندل وهي قرية ببلاد الهند جعل تراب قبره عليه‌السلام مسكا وخشبه عودا جريا على عادة الشعراء والا فالمسك يتطيب بقبره عليه‌السلام وكذا العود.
34 ـ جنود وحي الله الملائكة والوحي الاشارة والكتابة والرسالة والالهام والكلام الخفي ، والمعنى واضح.
35 ـ شخص البصر إذا وقف متحيرا. وشخص جمع شاخص. والبصائر المعارف وذهل أي متحيرة وكل ذلك للادب في حضرته عليه‌السلام والخوف من الله لمجاورة ضريحه عليه‌السلام.
36 ـ اغضض أي اكفف عن صوتك وغض أي كف بصرك وذلك كله للادب في حضرته الطاهرة والاعجم الذي هو غير بين وذلك لان أسرار فضلهعليه‌السلام ومعاني شرفه لا يعلمها على التفصيل إلا الله تعالى وهي بالنسبة الينا معجمة مشكلة.
37 ـ المولى هنا بمعنى الاولى بالولاية والنيابة والخلافة والايالة كما نص به الكتاب والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله .
38 ـ ان المكسورة بعد ما زائدة وان المخففة المفتوحة بعد لما زائدة وما بعد إذا زائدة ، وخلافة معطوفة على قوله نصا يقول لو لم يكن عليك نص بالخلافة لما جاز العدول بها عنك فكيف وقد حصل النص وذلك لانه أفضل الخلق وتقديم المفضول على الفاضل قبيح والجيد العنق وهو استعارة.
39 ـ جعل كعبه عليه‌السلام الذى يباشر الارض عاليا على غيره وجعل خد من تقدم عليه بغير حق أضرع أي ذليلا مستفلا ومن قدم الاسفل على الاعلى فقد حق التعجب منه وهذا أحسن من قول أبي تمام :
بلوناك اما كعب عرضك في العلى
فعال ولكن خد مالك أسفل
40 ـ علل فعل القوم الذي اخروه بالحسد ثم قال ومثل سؤددك يحسدك لشرفك وفضلك ومزاياك التي تفردت بها والسؤود مصدر ساد يسود سيادة.
41 ـ شرع يذكر شيئا من فضائله التي حسد لا جلها فمنها سيفه الذي كان إذا اعتلى قد وإذا اعترض قط ، ومنها رأيه الاعلى الذي به يقطع السيف. والمفصل. بفتح الميم وكسر الصاد واحد المفاصل وبالعكس اللسان.
42 ـ ومنها الحكمة وهي العلم وجميع الصحابة احتاجوا إليه في العلم وهو لم يحتج إلى أحد منهم. والفصل القطع يعني أن علمه قاطع بالحق ومنها الحكم في القضايا والمشكلات وقد نص النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه أقضى الصحابة وقضاياه أكثر من ان تحصى ، روى الخوارزمي مرفوعا إلى أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ان أقضى امتي علي بن أبي طالب ، وروي أيضا مرفوعا إلى سلمان عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال أعلم امتي علي ابن أبي طالب وروي أيضا مرفوعا إلى عمر بن الخطاب اتي بامرأة مجنونة قد زنت فأراد أن يرجمها فقاله عليه‌السلام أما سمعت ما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رفع القلم عن ثلاثة عن المجنون حتى يبرأ وعن الغلام حتى يدرك وعن النائم حتى يستيقظ قال فخلى عنه وروي أيضا أنه لما كان في ولاية عمر أتي بامرأة حامل فسألها عمر فاعترفت بالفجور فأمر بها أن ترجم فلقيها علي بن أبي طالب فقال ما بال هذه فقالوا أمر بها عمر أن ترجم فردها أمير المؤمنين علي عليه‌السلام. وقال لعمر أمرت بها أن ترجم فقال نعم اعترفت عندي بالفجور فقال عليه‌السلام هذا سلطانك عليها فما سلطانك على ما في بطنها ثم قال علي فلعلك انتهرتها واخفتها فقال قد كان ذاك فقال أو ما سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لا حد على من اعترفت بعد بلاء إنه من قيد وحبس أو هدد فلا اقرار له ، فخلى عمر سبيلها ثم قال عجزت النساء أن تلد مثل علي بن أبي طالب ، لولا علي لهلك عمر ، وروى الشيخ المفيد أنه استدعى امرأة كانت تتحدث عندها الرجال فلما جاءتها رسله فزعت وارتاعب فخرجت معهم وكانت حاملا فأسقطت ووقع ولدها إلى الارض فاستهل ثم مات فبلغ ذلك عمر فجمع أصحاب رسول الله وسألهم عن الحكم في ذلك فقالوا باجمعهم نراك مؤدبا ولم ترد إلا خيرا ولا شيء عليك في ذلك وأمير المؤمنين عليه‌السلام جالس لا يتكلم فقال عمر ما عندك يا أبا الحسن فقال أما قد سمعت ما قالوا قال فما عندك أنت قال قد قال القوم ما سمعت قال أقسمت عليك لتقول ما عندك قال ان كان القوم قد قاربوك فقد غشوك. وان كانوا باعدوك فقد قصروا الدية على عاقلتك لان قتل الصبي خطأ تعلق بك فقال أنت والله نصحتني من بينهم والله لا نبرح حتى نخرج الدية على بني عدي. ففعل أمير المؤمنين عليه‌السلام وذكر ابن أبي الحديد هذه الحكاية في شرح النهج وقال : أفتاه بان عليه عقرة. أي عتق رقبة فرجع عمر إلى قوله : والفيصل الحاكم وقيل : القضاء بين الحق والباطل.
43 و 44 ـ يضمر يخفي ويستر والاطواد الجبال وتتهيل تنصب من هيلت التراب وغيره إذا أرسلته واصل الهيل إرسال الطعام والدقيق وغيرهما من غير كيل ولا وزن تعجب من الارض حيث احتوت على شريف مجده الذي هي كالجبال حلما وعلما ولم تتزلزل هيبة وعجزا وكذا العجب من الاملاك لبعدها عنه كيف لا تهيل كالتراب.
45 ـ جاء في تفسير قوله تعالى : «عم يتسائلون» ، أنه علي بن أبي طالب وغواه جمع غاو الخائب هنا. وضلل جمع ضال يريد أن المهتدي محبه والخائب والضال مبغضه وهو الاختلاف.
46 ـ آل محمد عليهم‌السلام كانوا سبب ظهور نار النور من جانب الطور فأقام السبب مقام المسبب وقد مضى مثله. وشب رفع. والسنا مقصورا الضوء وممدودا الشرف ومجلل شامل.
47 ـ آل محمد نجابهم نوح وهم فلك النجاة حقيقة وقد قال مولانا سيد العابدين انهم الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها ويغرق من تركها وهو في معنى البيت الاول. والبسيطة الارض الواسعة. ويمور يضطرب. والجدول النهر الصغير بالنسبة إلى غيره من الطوفان.
48 و 49 ـ الفرقان القرآن وكل ما فرق بين الحق والباطل فهو فرقان ولهذا قال الله تعالى « ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان » ، وقوله الحكم التي لا تعقل يريد الحكم التي ورثها عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنها لا تعقل لغيره لدقتها وجلالتها ، وقد قال عليه‌السلام لو ثنيت لي الوسادة فجلست عليها لافتيت أهل التوراة بتوراتهم وأهل الانجيل بإنجيلهم فيقول صدق علي عليه‌السلام قد افتاكم بما انزل في رواة الخوارزمي ابتلاج الفجر اضاءته ويقول بل الصبح وابلج وتبلج والاليل المظلم.
50 ـ الغرب الحد. والمجذم السيف القاطع. والخذم القطع. والمهند السيف المطبوع من حديد الهند يقول مجدك اقتل للعدى من حد سيفك وذلك لحسد هم فالحسد قاتل لهم اعظم من قتل السيف وذلك لان الحسد مرض باطن متجدد في كل حالة وقتل السيف منقطع.
51 و 52 ـ ذباب السيف حده الذي يضرب به القارع العالي والتأود الاعوجاج والهاء في طوده تعود إلى الدين والشرط في قوله ان كان تقرير لمحبته وولايته ولا ريب أن ولايته كمال للدين فمتى ثبتت صحة الدين ثبتت ولايته ومحبته ، وأورد الخوارزمي حديثا أسنده إلى ابن عباس قال : قال : النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب ولبعض الشعراء قريب من هذا المعني :
ان كان احمد خير المرسلين فذا
خير الوصيين أو كل الحديث هبا
53 ـ الضمير في أصبح يعود إلى الدين وقوله ثلمة أي ذا ثلمة لا تسند وهو في معنى البيت الذي قبله.
54 ـ الجحفل الجيش يقول كم جزء من أجزاء هذا الجيش يعظم أن يسمى جيشا ويقل له هذا الاسم وذلك مبالغا في صفة الكثرة ، وكم هنا خبرية للتكثير ، وجحفل مجرور بها وللجزء متعلق بيقل ومن أجزائه في موضع نصب على الحال من الجزء والعامل في الظرف يقل أيضا وقولك فاعل يقل وجحفل خبر مبتدأ مقدر وهما في موضع نصب على محكي القول والجملة من قوله يقل في موضع خبر صفة جحفل أي كم جحفل يقل قولك هذا جحفل للجزء من أجزائه.
55 - 57 ـ المضاعف الذي نسج على حلقتين والزاغبية الرماح ، قال الخليل هي منسوبة إلى زاغب وقد جعل الرماح كالمخمل لهذا الزرد والمخمل هدب الثوب وهذا نظر فيه إلى قول المتنبي :
وملمومة زرد ثوبها
ولكنه بالقنا مخمل
يحيى المنية أي يثيرها وينشرها والانجل الواسع وبرح جمع برحاء وهي العين الواسعة كالنجلاء واستعار المحاجر لمواضع الطعن. والاهذل المسترخي إلى أسفل. نهنهت كففت. وسورته حدته والقلب الذي تقلب في الامور وخبرها والثبت الثابت. ويحالفه يتابعه كأنه حلف من متابعته فيما يريد منه. والصقيل السيف والمصقل القاطع.
58 ـ الصلاة من الله الرحمة ومن الملائكة الدعاء ومنا ذات الركوع والسجود وهي في اللغة الدعاء. والمتسربل اللابس واستعار لفظ القمص جمع قميص لما اشتمل عليه أمير المؤمنين عليه‌السلام من القصائد التي قصر عنها غيره وانقطع دونها سواه والجار والمجرور في قوله متسربل في موضع نصب على التمييز وقمصا قنصوبة بمتسربل وسواك مبتدأ والجملة المنفية خبر عنه وبهن تتعلق بيتسربل.
60- 62 ـ سمعا منصوب على المصدر وأمير المؤمنين نداء مضاف وقصائد منصوبة بالمصدر والجملة بعدها صفتها ويعنو يذل ويخنغ. وبشر بن أبي حازم شاعر معروف. وجرول اسم الحطيئة الشاعر وسمي بحطيئة لقصره قوله الدر جعل ألفاظها أصلا للدر وتفصيل الدر يحسنه بأن يجعل بين كل درتين خرزة ، قوله هي دون مدح الله أجادو أحسن في كل ما قاله عظم الله ثوابه وحشره مع أحبته والحمدالله رب العالمين.