قصیده وصف نبی (ص) از ابن ابی الحدید

قصیده وصف نبی (ص) از ابن ابی الحدید

1. عن ريقها يتحدّث المِسواك
أرجاً فَهَل شَجَرُ الكِباء أراكُ

2. ولِطَرفِها خُنثُ الجبان فان رَنَت
باللحظ فهي الضّيغم الفتَّاكُ

3. شِركُ القلوب ولم أخل مِن قبلها
أنَّ القلوب تَصيدها الأشراك

4. هيفاءُ مُقبلة تميل بها الصبا
مَرحاً فإن هي أدبَرَت فضناكُ

5. يا وجهها المسفوكُ ماء شبابه
ما الختف لولا طرفُكَ السفَّاكُ

6. أم هَل أتاك حديث وَقفَتنا ضُحىً
وقلوبنا بشبا الفِراق تشاكُ

7. لِصدورنا خَفَق البروق تحرّكا
وجسومُنا ما ان بهنَّ حراكُ

8. لا شيء أقطعُ من نوى الأحباب أو
سيف الوصيّ كلاهما فتَّاكُ

9. الجوهر النبويُّ لا أعماله
ملَقٌ ولا توحيده إِشراكُ

10. ذو النور إن نَسَجَ الضّلالَ ملاءةً
دَكناء فهو لِسجفِها هتَّاكُ

11. علّام أسرار الغيوب ومن له
خلق الزّمان ودارتِ الأفلاكُ

12. في عضبَه مرّيخها وبغرّة ال‍
ملهوب منها مرزم وسماكُ

13. فكَّاكُ أعناق الملوكِ فإن يُرد
أسرا لها لم يَقضَ منه فكاكُ

14. طَعنٌ كأفواهِ المزاد ودونه
ضَربٌ كأشداق المخاض دراك

15. ما عُذرُ مَن دانَت لَدَيهِ ملائِك
أن لا تدينَ لِعِزّه أملاكُ

16. متعاظم الأفعالِ لا هوتیّها
للأمر قبل وقوعه درَّاكُ

17. أوفى من القَمَرِ المنيرِ لِنَعله
شِسع وأعظم من ذكاء شراكُ

18. الصّافحُ الفَتَّاكُ والمتطوّلُ ال‍
منَّاعُ والأخّاذُ والترَّاكُ

19. قد قلت للأعداء إذ جعلوا له
ضدّاً أيجعل كالحضيضِ شكاكُ

20. حاشا لنورِ الله يعدلُ فضله
ظُلَمَ الضلالِ كما رأى الأفَّاكُ

21. صلّى عليه الله ما اكتست الرّبى
برداً بأيدي المعصرات تحاك

پی نوشت ها

1 الارج، انتثار رائحة الطيب ونصبه على التمييز أو بإسقاط حرف الجر أي يتحدث بالارج. والكباء بكسر الكاف والمد : العود الذي يتبخر به وبالقصر الكناسة واستعار لفظ الحديث للمسواك لافادته علم الارج من ريق هذه المذكورة لانه طاب من نكهتها ثم استفهم بهل استفهاما من باب تجاهل العارف للمبالغة والتعجب وقال هل هو العود أم هو الاراك وذلك من القلب ، وقال ابن هاني المغربي شعرا :
وما عذب المسواك إلا لانه يقبلها دوني واني لراغم
٢ ـ الخنث بضمّ الخاء وسكون النون التكسر والتثني قال الجوهري خنثت الشيء فتخنث أي عطفته فتعطف ومنه سمي المخنث ويجوز أن يكون هنا خنث بفتح الخاء والنون والمصدر خنث والمعنى واحد والطرف العين ورنت أي أدامت النظر يقال رنى يرنو رنوا واللحظ نظر العين واللحاظ بالفتح مؤخر العين مما يلي الصدغ. واللحاظ بالكسر من لا حظته إذا رعيته ويريد بخنث الجبان الضعف والفتور ، والشعراء تصف العين بالضعف والفتور والكسل والمرض وما شاكل ذلك ، ثم قال وهذه الضعيفة إذا نظرت كانت كالاسد في فتكها. والضيغم الاسد والضيغم العض والفتاك الكثير الفتك وهو القتل.
4 ـ الهيفاء الضامرة الخصر ، والمرح شدة الفرح والنشاط والضناك بالفتح المرأة الكثيرة اللحم وانتصب مقابلة على الحال أي هي هيفاء في حال إقبالها وإذا أدبرت تنظر منها اكثار اللحم فيما يحسن ذلك فيه كالردف ففي الاقبال الضمور في البطن والخصر وفي الادبار ضد ذلك هو الاكثار والامتلاء ولقد أحسن وأبلغ.
5 ـ المسفوك المصبوب كأنه ماء الشباب صب فيه والمسفوك صفة تشبه الموجة وما يرتفع بها ، وقوله ما الحتف استفهام تحقير للموت لو لم يكن طرفه.
6 ـ أم هنا بمعنى بل، أضرب عن معنى وعاد إلى غيره ، والشباجمع شباة وهي حدّ طرف السيف وغيره واستعاره للفراق لقتله الانفس وقوله تشاك أي تدخله هذه الحدود فيها كما يدخل الشوك في الجسد يقال شيك يشاك إذا دخل الشوك في جسده.
7 ـ جعل الخفقان للصدور لانها محل القلوب فأقام الظرف مقام المظروف فالقلوب مضطربة والجسوم ساكنة لما به من الالم. والحراك الحركة. والنوى التحول من موضع إلى موضع آخر.
9و الجوهر النبويّ أي أصله لانه من أصله الشريف وقوله لا أعماله ملق فالملق النفاق وهو تعريض بقوم كانوا بهذه الصفة فكانت أعمالهم نفاقا وتوحيدهم باللسان وقلوبهم مشتركة غير صافية.
 10ـ الملاءة، الملحفة. والدكناء، السوداء. والسجف بفتح السين وكسرها الستر والهتك كشف الستر ، واستعار لفظ النور لاضاءة نور الحق على قلب علي عليه‌السلام واستعار لفظ النسج ولفظ الملاءة والسوداء لما يلفقه أهل الضلال من الشه وذكر أنه عليه‌السلام يكشف سواد تلك الشبهة ويزيلها بنور هدى الحق.
12 و قوله علام أسرار الغيوب سيأتي بيان شيء من ذلك وقوله من له خلق الزمان قد مضى شيء منه والضمير في مريخها تعود إلى الافلاك وكذا في منها والمريخ دموي أحمر اللون ولهذا جعله في السيف. والملهب الفرس قليل شعر الذنب وجعل المرزم والسماك وهما كوكبان بغرة فرسه تشبيها لبياض الغرة بنور الكوكب انحط من مكانه وثبت بغرة الفرس إجلالا وتعظيما له عليه‌السلام.
14 ـ المزاد جمع مزادة وهي الرواية. والمخاض الحوامل من النوق جمع لا واحد له من لفظه بل واحدة حلقة شبه الطعن بأفواه الروايا والضرب بأشداق النوق تشبيه مصيب. والدار المداركة وهي المتابعة أي ضرب يتبع بعضه بعضا.
15 ـ دانت : ذلت. والملائك جمع ملك من ملائكة السماء والاملاك جمع ملك من ملوك الارض أي من خضعت له ملائكة فبالاولى ان ذلت له ملوك الارض لاستلزام انقياد الاعلى انقياد الاسفل.
16ـ قوله متعاظم الافعال أي أفعاله تعظم عند الناس أي لا يعظم عندها شيء وقوله لا هويتها شبه أفعاله ( ع ) أفعال الله تعالى بزيادتي الواو والتاء كالملكوت والجبروت ، قال الجوهرى اللاهوت ان صح كونه من كلام العرب فهو مشتق من لاه أي استتر ووزنه فعلوت مثل رعبوت ورحموت وليس مقلوبا كالطاغوت وقال مكي القيسي الطاغوت اسم يكون للواحد والجمع وهو مشتق من طغى لكنه مقلوب وأصله طغيوت على وزن فعلوت مثل جبروت ثم قلبت الياء في موضع العين فصار طيغوت فانقلبت الفاء لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار طاغوت فاصله فعلوت مقلوب إلى فلعوت وقد يجوز أن يكون أصل لامه واوا فيكون أصله طغووتا لانه يقال طغى يطغو ويطغى وطغيت وطغوت يريد تعظيم أفعاله وانها كأفعال الله تعالى لا يعظم عندها شيء.
17 ـ شسع النعل السير الذي بين الاصبعين في النعل العربية والشراك ما حول القدم من السيورو ذكاء اسم من اسماء الشمس جعل شسع نعله وشراكها أعظم من القمر والشمس.
18 ـ وصفه بأنه امام حق يحكم بالحق فيما يراه من المصالح فتارة يصفح واخرى يقتل ومرة يمنع ومرة يأخذ ويترك بحسب ما تقتضيه المصلحة وهو شأن الائمة العدل.
19 ـ الحضيض، قرار الارض من منقطع الجبل ، والشكاكة والشكاك أعلى الهوى جعل محل علي مرتفعا ومحل غيره منخفضا ولا مناسبة بينهما.
20 ـ حاشا كلمة معناها مباعدة الشيء عن غيره. والافاك الكثير الكذب نزهه في هذا البيت عن أن يماثله أحدو استعار للاعداء لفظ الظلم ولعلي النور لانه نور الهدى والحق.
21 ـ الربوة بضم الراء وفتحها وكسرها المرتفع من الارض والمعصرات السحائب استعار لفظ الكسوة ولفظ البرد للربى لاشتمال النبات عليها كاشتمال الثوب على الجسد ورشح الاستعارة بقوله تحاك بأيدى المعصرات لأنّ ذلك من فعلها.

منبع

آلقصائد السبع العلویات، ابن ابی الحدید المعتزلی، صاحب شرح نهج البلاغه، شعبان  العمظم ،1418ه.ق،  النشر: دفتر ، باهتمام : الخیر الوجیه، السید حسین بن سماحه الحجه ،السید فضل الله رضازاده، تبلیغات المهدی (ع) اصفهان