قصیده واقعه جنگ جمل از ابن ابی الحدید

قصیده واقعه جنگ جمل از ابن ابی الحدید

1. بَزَغَت لكم شَمسُ الكُنس
وبَدَت لكم روحُ القدس

2. فكّ الحبيس فَعَفِّروا
في التّرب تعفِير الحبس

3. الصمتُ إجلالاً لموضعها
القديم بل الخرس

4. غلطَ المجوس هي التي
عبدالمزمزم إذ دَرَس

5. ما دارَ في خلدِ الزّمان لـ
ها النَّظير ولا هَجَس

6. قَدُمت فَضَلّ بها الـ
وری فالأمر فيها ملتَبَس

7. لا الجنُّ تذكر عند مو
لدها القديم ولا الانس

8. قُم يا نديم فغالط الـ
أوقات فيها واختلس

9. بالراح رح فهي المُنى
وعلى جماح الكاس كس

10. لا تلقها الّا ببش
رِک فالقطوب من الدَّنَس

11. ما أنصَفَ الصَّهبآءُ من
ضحكت إليه وقد عَبَس

12. فإذا سكرت فغنّ لي
ذهب الشّباب فما تحس

13. لله أيّام الشّباب
وحبّذا تلك الخلس

14. قصرت وقد ركَضَ الصّـ
ـباح بجنحها ركض الفرس

15. وكذاك أيّام المسـ 
رّة رجع طرف أو نفس

16. ناديت في ظلماتها
عذب اللّما حلو اللّعس

17. في كفّه قبس المدام
وفي الحشامنه قبس

18. وسَّدته كفّي فنبَّه
لوعتي لمّا نعس

19. هل من فريسة لذّة
إِلَّا وكنت المفترس

20. ايامَ اغترفُ الصبا
غضّ الأَدِيم وانتهس

21. حتى قضيتُ مآربي
وصرمتها صرم المرس 

22. فإِذا عصارة ذاك حو 
ب في المغَبَّةِ أَو طفس

23. فافرغ إلى مدح الوصيّ
ففيه تطهير النجس

24. ربُّ السّلاهب والقوا
ضب والمقانب والخمس

25. والبيض والبيض القوا
طع والغطارفة الحمس

26. والجامحات الشامسات و
فوقها الصيد الشمس

27. من كلّ موّار العنا
ن مطهّم صعب سلس

28. للشّرك منها مأتم
والطير منها في عُرس

29. عفت رسوم العسكر الـ
الجمليّ قدماً فاندرس

30. وثنت أعنَّتها إلى
حرب ابن حرب فارتكس

31. رفع المصاحف يستجيـ
ر من الحمام ويبتئس

32. خاف الحسام العندميّ
وحاذر الرّمح الورس

33. فانصاع ذا عين مسهّـ
دة وقلب مختلس

34. وسَرَت بأرض النهروان
فزعزعت ركني قدس

35. اللون برق مختلس
والصوت رعد مرتجس

36. فغدت سنابكها على
هام الخوارج كالقبس

37. يَرمي بها بحرُ الوَغى
أسدُ الملاحِم والوُطَس

38. الزاهد الوَرِع التقيّ
العالِم الحِبر الندس 

39. صلّى عليه الله ما
غار الحجيج وما جلس

پی نوشت ها

1 ـ بزغت : طلعت. والكنس جمع كناس وهو في الاصل الموضع التي تستر فيه الظبي والكنس : الكواكب والقدس بتسكين الدال وضمها الطهر اسم مصدر ومنه قيل للجنة حظيرة القدس وروح القدس جبرائيل وظاهر هذا الشعر انه في وصف الخمر فان كان يريد بذلك الخمرة الحقيقية فقد غلا وافحش وأي نسبة في الاستعارة بين الخمرة التي هي ام الخبائث والانجاس وبين روح الطهر أي قوامه الذى يقوم به وان كان ينحو بذلك منحى الصوفية كابن الفارص وغيره ويكني بالخمر عن المعرفة الالهية فذلك شايع مستحسن ، واستعار لها لفظ الروح ملاحظة لقوام الاجسام بها في الصحة.
2 ـ الحبيس يريد به الخمرة وفكها كسر طين دنها ، وقوله فعفروا أي عفرواخدودكم في التراب تعظيما لها والعفر التراب وقوله تعفير الحبس اي تعفيرا مثل تعفير الحبس والحبس جمع حبس وهو الزاهد من النصارى يحبس نفسه للعبادة ، وهذا من قول ابي نواس في الخمرة :
فجاء بها ربيبة عنبية
فلم يستطع دون السجود لها صبرا
3 و 4 ـ الصمت : السكوت وهو منصوب بتقدير فعل وكذا الخرس أي ادعاؤهم عبادة النار الحقيقية التي تعبد على دعواهم لا تلك والشعراء يشبهون الخمرة بالنار لحمرتها وتشعشعها. والمزمزم الذى يتكلم بلغتهم ويزمزم في عبادتهم والمجوس غلطوا يحسبون انها النار العنصرية التي تعبد على دعواهم.
7 و 8 ـ الاختلاس الاستلاب. الانس البشر الواحد انسي وانسي ايضا بالتحريك والجمع اناس وجمع الانسان اناسي والياء عوض عن النون. والانس بالتحريك يريد الناظم انس في هذه الصفات فلولا أن يكون كناية.
9 ـ الراح من اسماء الخمر ، والجماح الصعوبة ، وقوله كس امر بالكيس وهو خلاف الحمق ويريد بها هنا سهولة الخلق.
10 و 11 ـ البشر طلاقة الوجه والقطوب والعبس ضدها. والدنس الوسخ في الثوب واستعار هنا لرداءة الاخلاق والصهباء الخمر والصهب الشقرة ، وهذا من قول بعضهم لنديمه وقد رآه يقطب وجهه وهو لثوب ما انصفتها تضحك.
12 ـ تحس أي تشعر وخففه ضرورة وخص هذا القول بوقت السكر لانه في حالة لا ينتفع معها الوعظ.
13 ـ الخلس جمع خلسة وهي استلاب الشيء الممكن والغلس الظلمة آخر الليل ويريد ان اول الليل اتصل بآخره حتى كانه لا واسطة بينهما وذلك مبالغة في القصر.
16 ـ اللماء سمرة في الشفة مستحسنة وكذا اللعس هو سمرة فيها وهما مترادفان.
18 - 20 ـ اللوعة حرفة القلب من المحبة وجعل اللذة كالفريسة له تشبيها إلى فريسة الاسد لحكمه عليها وظفره بها ولذة صيدها ونهس اللحم وانتهسه إذا اخذه بمقدم اسنانه. غرف العظم واغترفه إذا اخذ ما عليه من اللحم واستعار هما للصبي فكأنه أخذ جميع ما فيه من اللذة ، وقوله غض الاديم أي طري الجسم.
21 و 22 ـ المآرب جمع مارب وماربة وهي الحاجة. والمرس الحبل والحوب الاثم والمغبة عاقبة الشئ. والطفس الدرن والوسخ واستعار لفظ العصارة لما صدر عن الشهوات من الآثام ، وقوله أو طفس يحتمل ان يكون هنا بمعنى الواو على المذهب الكوفيين ويكون المعنى : ان عصارة ذلك اثم في الآخرة ودنس العرض في الدنيا وهو من قول ابي نواس :
وفعلت ما فعل امرء بشبابه
فإذا عصارة كل ذاك أثام
23 و 24 ـ قوله فافرغ يخاطب نفسه اي الجا والمفزع الملجا. والسلاهب جمع سلهب وهو الطويل من الخيل. والقواضب جمع قاضب وهو السيف القاطع. والمقانب جمع قانب وهو من القوم ما بين الثلاثين إلى الاربعين. والخمس جمع خميس وهو الجيش لانه خمس فرق المقدمة والقلب والميمنة والميسرة والساق.
25 ـ الحمس جمع احمس والغطارفة جمع غطريف وهو السيد والتغطرف التكبر والحمس جمع احمس وهو الشجاع والحماسة الشجاعة.
26 ـ الجامحات، المسرعات من الخيل وهي ايضا الصعبة التي لا تملك ظهورها والصيد الملوك والشمس جمع شموس وهم الاشداء الذين اخلاقهم شديدة.
27 ـ موار اي جايل. والمطهم الفرس التام الخلق ، وقوله صعب سلس أي صعب في نفسه سلس عند راكبه ومور عنانه لكثرة حركته ونشاطه.
28 ـ المأتم الجماعة من النساء يجمعن لفرح أو حزن وهنا يريد الحزن ، وقوله للشرك اي لاهل الشرك والماتم بسبب القتلى وكون الطير في عرس بسبب القتلى ايضا لانها ترتع في اجسادهم وتشرب من دمائهم.
29 ـ عفت : درست. والعسكر الجملي طلحة والزبير وعائشة ونسبه إلى الجمل لان الوقعة تسمى وقعة الجمل وهو جمل عائشة وكانوا حوله يقاتلون وينكسرون حتى امر علي عليه‌السلام بعقره فعقر فهربوا.
30 ـ لما ذكر الناكثين الذين نكثوا عهد علي عليه‌السلام في البيت السابق شرع في القاسطين وهم معاوية وحزبه والضمير في اعنتها يعود إلى الخيل المتقدم ذكرها وابن حرب هو معاوية بن ابي سفيان بن حرب. وارتكس وقع في امر نجا منه واركسه الله رده مقلوبا.
31 ـ يبتئس اي يحزن ، وقوله رفع المصاحف بذلك يذكر حال الوقعة التي فعلوا بها كذا وهي مشهورة.
32 و 33 ـ العندمي الاحمر منسوب إلى العندم وهو البقم وقيل دم الاخوين. والورس الاصفر كانه طلي بالورس وهو نبت اصفر يكون باليمن وانصاع رجع والمسهدة الساهرة. والمختلس المستلب.
34 ـ النهروان نهر شتر في دجلة كانت عنده وقعة الخوارج وقدس جبل عظيم وداله ساكنة وحركها ضرورة وضمير سرت يعود إلى الخيل المتقدمة ولما ذكر الناكثين والقاسطين ذكر بعدهم المارقين وهم الخوارج وتسميتهم بالمارقين لقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
35 ـ المختلس الذى يختلس الابصار اي يخطفها والمرتجس الذي له رجس وهو الصوت الشديد.
36 ـ السنابك جمع سنبك وهو مقدم الحافر. والقبس جمع قبوس وهو اعلى البيضة من الحديد يعني ان حوافر الخيل قد صارت على رؤوسهم وهي قتلى كأنها البيض.
37 ـ الملاحم جمع ملحمة وهي الوقعة العظيمة. والوطس جمع وطيس وهو التنور ويستعار لشدة الامر ويقال حمي الوطيس إذا اشتد الحرب
38 و 39 ـ الزاهد التارك. والورع العفيف. والحبر بالفتح وقد بكسر العالم. والندس الفطن الفهم. وغار الحجيج إذا اتى الغور وجلس إذا اتى نجدا لان نجدا تسمى الجلس.

منبع

آلقصائد السبع العلویات، ابن ابی الحدید المعتزلی، صاحب شرح نهج البلاغه، شعبان العمظم ،1418ه.ق، النشر: دفتر ، باهتمام : الخیر الوجیه، السید حسین بن سماحه الحجه ،السید فضل الله رضازاده، تبلیغات المهدی (ع) اصفهان