حقوق وواجبات المواطنة في ظل الدولة الإسلاميّة مع التأكيد على نهج البلاغة
کنگره بازخوانی ابعاد شخصیتی امام علی (ع)
کنگره بازخوانی ابعاد شخصیتی امیرالمومنین امام علی(ع) در روزهای چهارشنبه25 دیماه (افتتاحیه کنگره در دانشگاه آزاد اسلامی واحد خوراسگان) و اختتامیه کنگره 26 دی 1398 در موسسه تحقیقات و نشر معارف اهل البیت (ع) برگزار گردید. دبیر خانه کنگره از تاریخ دهم خرداد الی 30 آبانماه شروع به اعلام فراخوان و دریافت آثار در ۳۴ محور در بخشهای مقاله(475اثر)-پایان نامه(69اثر)-کتاب(131اثر)-شعر(305اثر)- هنرهای تجسمی (102اثر)انجام داد.در مجموع ۱۰۸۲ اثر به دبیرخانه کنگره بازخوانی ابعاد شخصیتی امام علی (ع) ارسال شد. بعد از ارزیابی اولیه، و نهایی و معرفی آثار برگزیده مقالات منتخب در کتاب کنگره مقالات منتشر شد.
الخلاصة
يعتبر مفهوم المواطنة من المفاهيم الأساسية في المنظومة السياسيّة في الإسلام، فعلى الرغم من رواجها بشكلٍ كبيرٍ في روايات المعصوم وخاصّة الإمام علي×،إلا أنّها لم تتمكن من فرض وجودها -كما ينبغي - في الفكر السياسيّ والاجتماعي الحديث؛ فإنّ حقوق المواطن ـ كما وردت في نهج البلاغة ـ تتمظهر في جميع الحقول المعرفيّة والاقتصاديّة والسياسيّة والثقافيّة والاجتماعيّة، وتفرض على الحاكم بالقيام والسعي إلى تحقيق حقوق المواطن كمقدمة من مقدمات سيره نحو التكامل الماديّ والمعنويّ المنشود، وذلك في مقابل القبول بالولاية وحاكمية الدولة الإسلاميّة، كما تفرض على المواطن واجبات على عاتقه تجاه الدولة الإسلاميّة والنظام الحاكم، فالعلاقة بين الحاكم والمواطن علاقة تقابلية وذو طرفين، وهو الأمر الذي يختلف فيه نظام حقوق المواطنة في الأنظمة الغربية والليبرالية عن نظام حقوق المواطنة في النظام السياسيّ الإسلاميّ.
يسعى هذا البحث إلي تقديم دراسة عن حقوق وواجبات المواطن في المجتمع الإسلاميّ، مستخدمًا لأسلوب الوصف والتحليل، واستنادًا إلى ما ورد من تعاليم للإمام علي× في نهج البلاغة.
الكلمات الرئيسيّة: حقوق المواطنة، الدولة الإسلاميّة، المواطن، نهج البلاغة، الإمام علي.
المقدّمة
إنّ الحديث عن حقوق المواطن في نهج البلاغة، يكتسب أهميته من كونه يطرح استطرادًا موضوعيًّا للنظام الإسلاميّ من هذه الحقوق، ومن هذا المنطق يمكن القول إنّ حديثنا يتصل بما هو مطروح في مجال الإعلام العالمي من تناقض موقف النظام الإسلامي مع معطيات النظام الديمقراطي الليبرالي؛ فإنّ الإسلام متهمٌ من خلال بعض الأنظمة في الدول الإسلاميّة وخاصّة العربية؛ بأنّه لا يحترم حقوق المواطن، أو ما يعبّر عنها بحقوق الإنسان، ويحمل نظامًا استبداديًّا يخطط للقضاء على الديمقراطية! ولعل ما يحدث اليوم في بعض الدول العربية كالبحرين واليمن وغيرها من الدول العربية، ممّا يعمق من هذه الاتهامات التي تطلق من هنا وهناك المرة تلوى الأخرى، وقد يستغلها في أكثر الأوقات الدول والأنظمة السياسيّة الغربية لبسط سيطرتها وهيمنتها على تلك الدول؛ بذريعة حماية حقوق الإنسان وتقديم المعونات الإنسانيّة للشعوب الإسلاميّة، فألقت هذه التحدّيات بظلالها على استقلالية هذه الشعوب الإسلاميّة ومستقبلها، ببعديها النظريّ والعمليّ، وخلفت نوعًا من الانهزام واليأس داخل نفوس أبناء الأمة الإسلاميّة، وهم يعيشون يوميًّا أبشع انتهاك لحقوقهم في ظل حكومات استبداديّة ومؤسسات اقتصاديّة واجتماعيّة تحطم إنسانيتهم ومستقبلهم كلما تحرّكوا لتغيير واقعهم المرير، ولعل ما حدث في البحرين من سلب الجنسيّة والمواطنة البحرانية عن آية الله الشيخ قاسم، لا لشيء إلا أنّه دافع عن أبناء بلده وعن حقوقه الاجتماعيّة والسياسيّة والدينيّة أمام الغرب وأذنابه في الداخل، فهل يا ترى الشريعة الإسلاميّة التي تنتسب إليها هذه الدول تمنع المواطن حق الانتقاد والدفاع عن حقوقه وتعطي حقّ تقرير المصير لثلة حاكمة، أو أنّ الروح الإسلاميّة في هذه الشريعة تكفّل حقّ الدفاع والمطالبة بالحقوق الفرديّة والاجتماعية لجميع المواطنين في المجتمع الإسلاميّة بغض النظر عن انتمائتهم الدينيّة والمذهبيّة وعلى اختلاف مشاربهم السياسيّة والاجتماعية، لا شك أنّ الدين الإسلاميّ كتابًا وسنّةً أكّد على احترام حقوق المواطن في أكثر من مجال بما لا يحتمل معه التأويل بوجه من الوجوه، واعتبر الاعتداء على حقوق الآخرين من الذنوب الكبيرة، وتوعّد الظالمين بالانتقام في يوم لا ينفع معه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
ومن هنا يطرح هذا السؤال وهو: إذا كانت حقوق المواطن في المجتمع الإسلامي من الحقوق البديهيّة التي يعترف له بها الإسلام كتابًا وسنّةً، وتعتبرها الشريعة الإسلاميّة من المفاهيم البارزة في النظام السياسيّ والاجتماعي، إذًا فما موقف الإمام علي بن أبيطالب× من هذه الحقوق، باعتباره صاحب تجربة متميزة كواحد من الأئمة والخلفاء الذين تقلّدوا مقاليد الحكم، ومن المساهمين الفاعلين في تثبيت دعائم الإسلام، ومن جملتها حقوق المواطن في المجتمع الإسلامي؟
وسوف نحرص على تقصّي موقف الإمام علي بن أبي طالب‘ في هذا المجال، من خلال ما سُجل في نهج البلاغة من قولٍ وعملٍ فيما يرتبط بحقوق المواطن.